• حصن ماغص

حصن حجري أثري يقع على قمة تلة جبلية (شمال بلدة الحقو) ترتفع شامخة عما يجاورها بحوالي ثمانمائة متر متفردة على مبتدأ السلاسل الجبلية وتشرف على بلدة الحقو الزراعية التي تتوسط مجرى واديي طفشة وقرى وإلى الجنوب منهما وادي شهدان ويشغل الحصن كامل مساحة قمة هذا التل ومسوّر بجدار حجري يبلغ ارتفاعه حوالي ثلاثة أمتار له مدخلان الأول من الجهة الجنوبية بطريق قديم مرصوف بالحجارة ومدرّج يمكِّن الدواب من الصعود فيه والمدخل الثاني خلفي من الجهة الشمالية يتصل بطريق للمشاة ومقبرة الحصن وله باب صغير بعرض متر ونصف وارتفاع مترين في منحدر من الحصن يصعب الدخول منه لغير المشاة وفي داخل الحصن بنايتان كبيرتان مربعتان بارتفاع ثلاثة أدوار مقسمة للسكن والإدارة والعساكر يجاورها من الشرق بنايتان أصغر منها ولعلها لخزن المؤن والمياه وفي أقصى الشمال مبنى شبه دائري واسع فيه قبلة للصلاة ومنافذ صغيرة للمراقبة وحالة الحصن جيدة لكن أجزاء كبيرة منه تهدمت وهو بحاجة لإعادة التأهيل بأيد خبيرة     وقد أنشأت بلدية الحقو طريقا معبدا يرتقي الجبل إلى قاعدة الحصن ولو طورت الممرات الحجرية القديمة للحصن لكانت أجدى ليبقى الحصن والجبل على طبيعتهما الأثرية وتحفظ قيمتهما التراثية ولعل من أنشأ الطريق اهتم بالحصن وأغفل أهمية الجبل .     وهذا الحصن كان على مر التاريخ بوابة الجبل وتهامة من جهة وبوابة المخلاف الشمالية من جهة أخرى ومساهمته في الأحداث التاريخية ـ بهذه الصفة ـ مذكورة في تاريخ المخلاف السليماني وأحداث الدولة السعودية الأولى والدول المجاورة وكانت فيه أول إمارة للحقو في عهد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله .   وعلى سلسة التلال المواجهة للحصن من الجهة الجنوبية الشرقية يقع حصن (دريب) المهدَّم وقرية (الحقو) الأثرية وهي قرية حجرية كبيرة مندثرة ولا يظهر من آثارها أنها ذات أبراج سوى منارة دائرية لكنها كثيرة المنازل ويبدو أنها سابقة للعصر الإسلامي حيث المقابر باتجاهات متباينة وفيها ثلاثة سدود حجرية وهو نمط حميري قديم لازال منها بقايا لسد (المفجرات) في منحدرها الشمالي وفي الطرف الغربي موقع يسمى المحطة كانت تحط فيه القوافل وبها سوق تاريخي ولهذه اللقرية بوابة عجيبة تسمى (المغلاق) من الجهة الغربية وهي فتحة في خانق منحدر بين جبلين كان يستخدم كمدخل حصين للقرية ويغلق وقت الخطر فلا يستطع أحد تجاوزه .

  • الحقو

   ومعنى (الحقو) في اللغة بعضُ أعضاء البدن فالحَقْو الخَصْر ومَشَدّ الإزار (معجم مقاييس اللغة) وما أَشْرَفَ من الأرْضِ الحَقْوُ، وجَمْعُه حِقَاءٌ (المحيط في اللغة) ونزلوا بحقو الجبل وهو سفحه (أساس البلاغة) وهذا ينطبق على مسمى الحقو .   والماغص وجع وتقطيع في الأمعاء (أساس البلاغة) وخيار الإبل (الصحاح في اللغة) والمغص من الإبل والغنم الخالصة البياض (المحكم والمحيط الأعظم) وهو التِّلاَدُ من الإبل وقيل البِيْضُ الكِرَامُ (المحيط في اللغة) وقد تكون التسمية أتت مما يصيب المحاصِرين لهذا الحصن من طول الإقامة بلا طائل أو لما يحميه هذا الحصن من كرام الإبل والغنم و(الغنم البيض) مشهورة حتى اليوم في سوق الحقو الذي يعقد كل يوم اثنين .    ويقع مركز الحقو في الجزء الشمالي الشرقي من محافظة بيش بمنطقة جازان ويبعد عن مدينة بيش بحوالي ثلاثين كيلا وهو بوابة الجبل ومستهل تهامة بين محافظتي بيش والريث وهي بلدة زراعية واسعة خصبة طيبة التربة تسقيها سيول أودية طفشة وقرى وشهدان المنحدرة من الجبال فتكون أراضي الحقو أول ما تسقيها من تهامة وقد أقيمت على هذه الأودية سدود حديثة للإفادة من مياهها وفي الحقو آبار تاريخية تدل على هندسة زراعية عتيقة ومنها بئر (الكامل) إلى الشمال من سد المفجرات يقال أنها منسوبة لبانيها التبَّع أسعد الكامل .   وينيف سكان الحقو في هذا العهد التنموي الزاهر على الأربعين ألف نسمة ويساند الجهود التنموية فيه شيخ شمل قبائل الحقو (الشيخ علي بن محمد أبو عقيل) وهو شخصية وطنية فذة يتمتع بصفات قيادية جاذبة ويطمح لرفع هذا المركز إلى محافظة .

  • عبس خولان

    أما قبيلة الحقو فتعود في نسبها إلى عبس بن خولان بن عمرو بن إلحاف ابن قضاعة بن مالك بن حمير ، وعبس بن خولان قبيل كبير معروف وله ذكر في النقوش المسندية القديمة كنقش (حصن أم ليلى) الواقع في أعالي دفا (ودفا اسم وادي بيش الكبير من أعلاه) حيث ورد في نص النقش (لقد اجتمع الشعب خولان الجديد الأحنوب والأعبوس منهم واليشابمة وكل أحلافهم الموالين لهم أما الشعبان الأبقور والشبارقة فقد استجابوا لهم وطاوعوهم فكان قرار الجميع هو التحصن من الحبش الذين غزو أرضهم وكان ذلك بقوة ومكانة إلههم عثتر ذي رحب و إلههم عثتر ذي حضران وإلههم  عثتر ذي كبدان ولحى عثت إله الخصوف وبقوة وسلطة سادتهم ملوك سبأ وبني سخيم وتنفيذا لأمر سيدهم (وافي) كما أنشأوا وأتموا كريفي يغل وهران) والشعب تعني القبيلة الواسعة والأفعول (الأعبوس) صيغة جمع معروفة في اللغة اليمنية القديمة وهذا يدل على قوة وكثرة وبأس قبيلة عبس وأنها قادت خولان في حربها ضد الغزاة الأحباش ويضيف صاحب النقوش المسندية (فعبس في هذا النقش يمثلون بديارهم الامتداد الجغرافي لخولان نحو الغرب في اتجاه تهامة .. في جيزان وما حولها ولم يذكر النقش (حكَم) في هذه المناطق الجغرافية إذ يبدو أنه في ذلك الزمن كانت (عبس) أشهر من (حكَم) ولها سيادة على مناطق عرفت فيما بعد أنها حكَمية بما في ذلك مدينة الخصوف التي تبدو هنا (عبسية) بينما أصبحت فيما بعد (مدينة حكَم) حسب تعبير الهمداني) انتهى . ومن الملاحظ أن قمماً في جبال جازان تحمل اسم عبس كالعبسية قمة جبل فيفا والعباسية قمة جبل سلا .    ولعبس ابن خولان خمسة أبناء (بطون) عمرو ونعيم ومرة وزياد وعبد وقد توزعوا في ديار خولان لا سيما المنحدرات الغربية وتهامة كواديي حيران وخذلان وهما قبل تعشر مما يلي الجنوب وشمالي حرض وفي الإكليل أن بعض خولان استوطنوا (جنوب وادي ضمد إلى الحقوفة شمال بيش) (وفي بعض النسخ الخفوقة في أعلى بيش) وهي مواطن عبس الحالية و(الحقوفة) هي الحقو فهي في نفس وصفها الجغرافي و(لعل الناسخ ألصق حرف الجر بالحقو) ويعرف كذلك بحقو عبس وأشار الهمداني عند ذكره لبيش (صفة جزيرة العرب) وادي العمود لخولان وفي الاكليل أن أبناء عبس بن خولان ديارهم متفرقة بوادي أوعال ووادي قرا ، وأوعال وقرى من مساكن عبس الحالية والعَزيون منهم يتفردون بالجبل الأسود وأعالي وادي عمود .    وقبيلة عبس بن خولان حاليا في منطقة جازان تمتد أراضيها بامتداد السهل المتاخم لجبال خولان من أطراف العارضة جنوبا إلى مسيل وادي بيش شمالا مرورا بمحافظات ضمد والعيدابي وصبيا وهروب والريث وبيش وجزء منها (العَزيين) يسكن الجبال كالجبل الأسود وأعالي وادي عمود ومن أشهر قرى عبس في تهامة غير قرى الحقو (الحمى والعزافي والمشوف والمشاف والباطنة والمحصَّم والزهب والعقدة والجوف) وقبائل الحقو الحالية : السلاطين (وفيهم المشيخة وهم آل زالف وآل غانم ــ ومنهم شيخ شمل قبائل الحقو حاليا علي بن محمد أبو عقيل ــ وآل شريف و(آل غشوم وآل خساف) وآل ابن امعريشية وآل محسن وآل فاخر وآل مسكة) والنهارية (آل ابن هادي وآل حنينة) وآل مؤيد وآل قطينة وآل رشيدة والملاحُوَة وآل غالية و (آل جغلة وآل ابن شارة) والخواجية والشتافية وآل عثوان وآل إبراهيم والحفاظية والمناديل وآل امقرواني وآل امضَبَّاح وآل دوس وآل شمومي وآل حريص وآل صديق وآل دبلان وغالب قبائلهم من عبس بن خولان وقد كان لقبائل عبس ذكر في أحداث المخلاف السليماني ودوله التي كانت في صبيا وأبو عريش ولهم أيام مشهورة مع القبائل الخولانية المجاورة لهم في الجبال وأيام في الحقو مع قبائل تجاورهم من الشمال كبني شعبة وشهران وعسير .    وقبائل عبس عامة ضمن النسيج الوطني في المملكة العربية السعودية شملتهم خطط التنمية والتطور وينخرط شبابها بنين وبنات في مختلف قطاعات الدولة مشاركين في عجلة التنمية وتنتشر في قراها الثانويات العامة والكليات التابعة لجامعة جازان .   

  يحيي شريف المالكي
10/10/2020 
للتواصل إيميل Yshmalky@gmail.com

المصدر | صجيفة الحقو الإلكترونية | https://www.alhaqo.com/news/161658