سجلت مذكرات تاريخية أن “سوق الخميس” في مركز #بلغازي التابع لمحافظة العيدابي بمنطقة جازان، كان أكبر سوق في جنوب #السعودية، السوق المجاور لعدد من الأودية، مثل وادي جور ووادي القاط، وكان سكان تلك الأودية وما جاورها ينزلون من قمم الجبال الشاهقة إلى سوق الخميس (سوق عيبان) للتسوق، وعرض ما لديهم من سلع وفواكه جلبوها من مزارعهم الجبلية، ما زاد من قوة السوق.
وتمتاز جبال بلغازي المطلة على السوق بعمق مواقعها الأثرية منذ عهود مضت، وما زالت شواهد تاريخها قائمة حتى اليوم، لتشهد على عظمة الأجيال السابقة على الرغم من الظروف الطبيعية الصعبة، والتقلبات المناخية المتنوعة التي تعيشها المنطقة.
الباحث عبدالإله الفارس ذكر لـ”العربية.نت” أن هناك العديد من القرى الأثرية والتاريخية بجبال بلغازي، وطالب بالمحافظة على آثارها وحمايتها من الاندثار.
وقال: “تكون المحافظة عبر توثيق تلك المواقع من خلال دراسة تشمل الموقع الجغرافي، والعمر الزمني، ومن ثم التعريف بقيمتها التاريخية، وإعادة ترميمها بالشكل الذي يتناسب مع طبيعتها التي كانت عليها، لتصبح متاحف مفتوحة تحتفظ بماضيها العريق”.
وأضاف: “لا تكاد تخلو جبال بلغازي الشاهقة من القلاع الأثرية التي تحكي شموخ الماضي العريق الذي يبرز الإبداع الإنساني، من خلال عناصر الفن والجمال والتميز والأصالة، ليعكس جانباً من جوانب الهوية الوطنية، ودورها التاريخي الذي تقرأ في جنباته أبعاداً ثقافية واجتماعية وسياحية واستراتيجية”.
وأكد الفارس أن كُتباً عن تاريخ وآثار جبال بلغازي التاريخية القديمة، اهتمت بتاريخ المنطقة، مثل كتاب التاريخ الأدبي لمنطقة جازان لمحمد بن أحمد العقيل، والرحالة البريطاني ويلفرد ثيسجر وغيرهما، ممن تطرقوا إلى ذكر بعض المسميات دون التعمق في ذكر تاريخها ومواقعها، ولعل ذلك يعود لعدة أسباب، منها العزلة من جهة، وصعوبة الوصول إليها من جهة أخرى.
قلاع بلغازي
ومن تلك القلاع والآثار في بلغازي قرية عكوة، وقرية الكباس، وقرية القاسية، وقرية الحنواء، وقرية الحرف، وقرية شهران، وقرية الخطوة، وقرية بادية، وقرية الحذير، وقرية الخطو، وقرية زيدان، وقرية آلِ حسن علي، وقرية مشعوف، وقرية نيد طلان، وقرية سطح الطارق، وقرية مسقيف، وكذلك قرية محارب، وغيرها من القرى الأثرية الموجودة على نطاق المنقطة.
وتشتهر تلك المواقع الأثرية بطراز معماري فريد، وأشكال هندسية بديعة، ودقة متناهية في التصميم والتنفيذ على الرغم من تعاقب الأجيال، إلا أنه لم يدخل على بنائها إلا مواد بسيطة من أحجار وأخشاب اختيرت بعناية فائقة، وأحضرت من أماكن بعيدة على سواعد الرجال، وبطرق بدائية وابتكارات متواضعة، متحدين في ذلك العوامل الجغرافية والتضاريس الصعبة والمناخ المتقلب وعناء البعد، لتبقى إنجازاتهم صامدة على مدى التاريخ تحكي للأجيال المقبلة حضارة سلف لا يعرف منها إلا القليل.
[box type=”info” radius=”9″]المصدر : العربية نت http://ara.tv/2tmnc[/box]