لحظة تجهيز الآلة والجمل لبدء عصر المحصول (مكة)

أكد رئيس قسم الأحياء بكلية العلوم بجامعة جازان الدكتور يحيى مسرحي أن إنتاج جازان من السمسم «الجلجلان» يمثل أكثر من نصف الإنتاج الإجمالي للمملكة بنسبة 51%، مبينا أن السمسم (الجلجلان) مصدر للزيت المعروف بالسليط الذي يستخرج بعصر البذور، التي تحوي قيمة غذائية عالية تتمثل في تشبعها بفينولات فلافونية مضادة للأكسدة وفيتامينات (B-complex)، وألياف، وعديد من العناصر المعدنية كالكالسيوم والحديد والماغنسيوم والزنك والمنجنيز، إضافة إلى الأحماض الدهنية.
وأشار الدكتور مسرحي إلى أن محافظات جازان عرفت باستخدام زيت السمسم «السليط» منذ القدم ولا يزال الأهالي يفضلونه في عديد من الاستخدامات سواء للطبخ أو للدواء ويعد الأفضل للصحة، كونه أحد الزيوت النباتية المستخرجة من السمسم «الجلجلان» كما هو متعارف عليه في المنطقة.
ورغم التقدم الذي طرأ على عديد من المهن والحرف إلا أن مزاولي مهنة العصارة ما زالوا يرفضون الآلات الحديثة مستخدمين الجمال لاستخراج زيت السمسم، مؤكدين أن النكهة تختفي مع الآلات الحديثة ولا تضاهي نكهة الزيت المستخدم للعصارة القديمة.
وينقسم السمسم إلى نوعين، النوع المزروع الجلجلان الذي ينتج زيت السمسم المعروف، واسمه العلمي Sesamum indicum، ونوع آخر يدعى بالسمسم ذي البذور المجنحة Winged-seed sesame واسمه العلمي Sesamum alatum وينتشر حاليا بشكل بري محدود حول الحقول وجوانب الطرق من تهامة جازان، وقد سجل وجوده للمرة الأولى في المملكة 2012 من قبل الدكتور يحيى مسرحي من قسم الأحياء بجامعة جازان.
ويختلف النوع المزروع لجلجلان عن النوع الآخر للسمسم ذي البذور المجنحة في أن الأخير ذو أزهار أرجوانية إلى وردية، والبذور ذات زوائد وأجنحة، ويعتقد الدكتور مسرحي أن هذا النوع جلب بشكل عرضي ضمن البذور المستوردة من بعض مناطق أفريقيا، وأصبح ينتشر بشكل طبيعي محدود حول الحقول وجوانب الطرق من تهامة جازان، ويعتبر من نباتات الأعلاف.
إبراهيم الطامي 60 سنة الذي عمل منذ أكثر منذ 25 سنة في مهنة العصارة في محافظة الدرب يقول إنه يشتري السمسم البلدي من محافظة بيش في وقت الخريف ويبلغ سعر الكيس 600 ريال من النوع الجيد ويزن الكيس نحو 50 كيلو جراما، مشيرا إلى أن السمسم البلدي هو من أجود الأنواع وأنقاها.
ويتابع طامي: أنقله بعد ذلك إلى المحل وأقوم بتصفيته مرة أخرى عن طريق «المنخل» حتى يكون خاليا تماما من أي أتربة أو شوائب، ومن بعد ذلك يوضع في المعصرة والتي تتكون من أخشاب مفتوحة بشكل دائري يتوسطها عود من نوع خاص ويوضع نصف كيس دفعة واحدة ويتم عصرها بشكل جيد ودقيق.
ويقول حسين محنشي، يعمل في معصرة بمحافظة صبيا، إن عصر زيت السمسم باستخدام الجمل يعد أفضل من الآلات الحديثة، كونه يحتفظ بنكهته في حال استخدام الطرق التقليدية، وتختلف النكهة باستخدام الآلات الحديثة، وأغلب الأهالي يفضلون الشراء من المعاصر التي تستخدم الجمال، مبينا أن للجمل معاملة خاصة، حيث يدرب جيدا وذلك بوضع غطاء على عينيه، ومن ثم يدور تدريجيا إلى أن يصبح الأمر بالنسبة له عادة ويستمر في الدوران لمدة 4 ساعات يوميا، ويكون غذاؤه العصارة النهائية بعد استخراج الزيت منها، حيث يعد غذاء مثاليا ومفيدا له يساعده في عمله اليومي.
وعن الأسعار يبين محنشي أن الأسعار تعد رخيصة مقارنة بالفوائد الغذائية للسمسم، حيث يبلغ سعر العبوة الكبيرة 4 لترات 120 ريالا، والعبوة سعة لتر 30 ريالا، وهناك عبوة بسعة 33, لتر بمبلغ 10 ريالات، مشيرا إلى أن عديدا من الأهالي والمواطنين يعرفون فوائده المتعددة، وزبائنه من مختلف مناطق المملكة، حيث يقوم بإرساله لهم عن طريق الشحن.

 

[box type=”info”]المصدر : صحيفة مكة : http://makkahnewspaper.com/article/49064[/box]