عابد خزندار
عابد خزندار

جازان هي في رأيي كمهندس زراعي ومسؤول سابق في وزارة الزراعة، المنطقة الوحيدة في المملكة التي يمكن ان يعتمد عليها كمنطقة زراعية تزود المملكة بالغذاء لعشرات الأعوام القادمة إذ انها المنطقة الوحيدة التي تتمتع بمصدر مائي مستديم على نقيض المناطق الأخرى التي تعتمد على العيون التي توشك أن تغيض كالاحساء والخرج  ووادي الدواسر أو على مخزون المياه الجيولوجي الذي تكوّن قبل خمسين ألف عام ولا يتجدد والذي نضب أو أوشك ان ينضب، ورغم ان هذه المناطق اقيمت فيها مشاريع زراعية ضخمة استنزفت مواردها المائية إلا ان منطقة جازان ورغم إنشاء شركة زراعية فيها ظلت دون تنمية زراعية حقيقية رغم سخاء الدعم الحكومي في السبعينيات والسبب في ذلك ان كل الحيازات الزراعية في المنطقة صغيرة لا تسمح بقيام مشاريع ضخمة تعتمد على الميكنة وأساليب الري الحديثة، ولهذا فإن الخطوة التي أقدمت عليها الشركة بتشجيع الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز باستئجار الأراضي من المزارعين لمدة 30 عاماً وضمها إلى بعضها البعض لتكون مساحة ضخمة واسعة تسمح بالاستثمار الزراعي والحيواني الحديث تعتبر خطوة مصيرية لاسيما وان المنطقة صالحة لزراعة الأعلاف بالذات التي تعتبر العنصر الرئيسي في تكلفة تربية الحيوان وانتاج الألبان، ومناخ المنطقة وتربتها الخصبة يسمحان بزراعة ثلاثة محاصيل في العام الأمر الذي لا يتوفر في مناطق أخرى والذي يقلل من تكاليف الانتاج، يضاف إلى ذلك أن أهل المنطقة مزارعون توارثوا الزراعة عن آبائهم منذ مئات السنين بعكس المناطق الأخرى التي اعتمد أهلها على الرعي، وحين اقيمت مشاريع زراعية فيها اضطر أصحاب المشاريع إلى استيراد عمالة أجنبية الأمر الذي لا أتوقع حدوثه في جازان لاسيما وأن أهلها لا يستنكفون عن القيام بأي عمل يدوي، وفضلاً عن ذلك فإنه يمكن قيام مشاريع ضخمة لزراعة السمك والربيان، وهذه المشاريع اضافة إلى السواحل الغنية أيضاً بالربيان والأسماك ستجعل من منطقة جازان متى استكملت بنيتها الأساسية أغنى منطقة في المملكة لاسيما إذا استكملت المشاريع السياحية التي تقام فيها الآن وخاصة في جزيرة فرسان، دون أن ننسى أن منطقة جازان تحتوي على ألف جزيرة وكل جزيرة منها يمكن أن تكون منتجعاً سياحياً قائماً بذاته تمارس فيه رياضة الغوص وصيد الأسماك، على أن يجري العمل في تشجير المنطقة للحد من الرياح الترابية التي تغطي المنطقة في جزء من العام وإذا تم ذلك فأنا لو كان في العمر فسحة لكنت أول من يقيم في المنطقة.

ـــــــــــــــــ

بقلم / عابد خزندار

المصدر : جريدة الرياض  الجمعة 28 رجب 1426هـ – 2 سبتمبر 2005م – العدد 13584