جازان الحالمة على ضفاف البحر الأحمر.. الأرض البكر والسواعد الفتية المتعطشة للعطاء والعمل الجاد.. طيب الأرض امتزج بطيب أهل جازان وسهول تهامة.. أهل جازان عرفنا طيبهم وشهامتهم وأريحيتهم.. لكن الشيء الذي لا نعرفه أرض جازان  وكيف انها أرض بكر تحتاج لمتخصص في الأراضي ليعطينا تقييما تحليليا لهذه التربة ومدى قيمتها العضوية تماما كما يقيم شيخ الصاغة قيمة الذهب والألماس واللؤلؤ… وبعد مختص الاراضي نحتاج لمن يخبرنا عن البحر بمختص في علوم البحار ليقيم ثروة البحر في جازان. كل هذا لنعرف ان في ساحلنا الجنوبي ثروة لا تقدر بثمن كما هي في سواحلنا كلها شرقها وغربها وإذا عرفنا هذه القيمة نثمّن لمن نقدمها ولمن يستحقها ويستحق استثمارها وكيف.. ان منتدى جازان وسهول تهامة الذي افتتحه سمو ولي العهد الاسبوع الماضي ورعته وزارة الزراعة والمياه بالتعاون مع وزارة التجارة والهيئة العامة للاستثمار كان له نجاح أكبر مما هو مأمول.. فبعيدا عن مسألة التنظيم وحفل الافتتاح والذي ليس مستواه غريبا على مثل وزارة الزراعة والعاملين فيها.. فإن المستثمرين الاجانب المدعوين للمنتدى ليسوا أكثر حظاً من المستثمرين المحليين في الفوز بالتعرف عن قرب وأمل بالصدق لما هو منتظر من الاستثمار في جازان وسهول تهامة. لذا فوزارة الزراعة نجحت في استثارة المستثمرين المحليين.. لذا فإنني أرى ان التربة المعطاء.. والسواحل الذهب.. والبحر الكنز.. وسواعد الرجال لا يستحقها ذلك المستثمر الأجنبي أبيض كان أو ملونا.. لأن هذا المستثمر إذا لم يفسد لم يصلح ولن يخلف إلا الخراب والعبث.. ومما يعزز بديل المستثمر الأجنبي وهو المستثمر المحلي جدارة الأخير وكفاءته ونجاحه في الاستثمار في جازان وسهول تهامة فشركة الروبيان الوطنية نجحت بجدارة في منطقة الليث واستحقت الثقة والدعم.. كذلك شركة الاسماك استثمرت خبرتها الطويلة في تحقيقه للنجاح في الحريضة.. وجازادكو لامست المزارعين التقليديين ونجحت في تحقيق الارباح المادية والمعنوية في تنمية المنطقة.. تلك الشركات الثلاث التي عرفناها من خلال المنتدى في جلساته والزيارة الميدانية غيرها كثير من المؤسسات الوطنية أقل في رأس المال المستثمر لكنها تتساوى في الوطنية والحرص على المحافظة على البيئة والمساهمة في مشاركة ابن المنطقة لأن هذا هو الاستثمار الحقيقي. تلك الشواهد على أرض الواقع تدعونا لنكرر الدعوة للمستثمرين السعوديين وتهيئة البنية التحتية للنجاح وتقديم ربع ما هو معد لجذب المستثمر الأجنبي فهذا يكفي لأن الثقة ستعوض النقص والانتماء الدفين سيحقق النجاح بإذن الله.. وفي الوقت نفسه نرحب بالاجنبي زائرا لا مستثمراً.. والله الموفق.

ـــــــــــــــــــ

المصدر : جريدة الرياض