شتهر منطقة جازان بكثر الأسواق الشعبية التي عرفت من قديم الزمان ولم تندثر هذه الأسواق بل ظلت على مر العصور وأثبتت حضوراً جميلاً ورائعاً وخلقت صدى اقتصادياً وتراثياً في أنحاء المملكة حيث يقصد هذه الأسواق الكثير من أهالي المنطقة والدول المجاورة لاقتناء المشغولات القديمة الجيزانية التي تصنع بأيدي السكان المحليين، هذه الاسواق اصبحت رافدا مهما واساسيا للعديد من الاسر.
ما يميز هذا الحراك الاقتصادي انه انطلق وانتعش بجهد ومثابرة كبيرة من الجنسين فالمرأة الجازانية وفقت جنبا إلى جنب مع الرجل في النهوض بهذه الأسواق في تكاتف فريد وضع الهدف الأساسي منه دعم الاقتصاد الوطني.
هذه الأسواق تعتبر مزارا يوميا للعديد من الأشخاص خصوصا انها تتواجد في اكثر من قرية كما ان بعضها اصبح يربط بيوم معين، فسوق الخوبة الشهير التابع لصامطة يعرف ب”سوق الخميس” والذي يعتبر احد أسواق جازان الشعبية الشهيرة في الجنوب حيث يقصدها الكثير من سكان القرى جازان ومن المناطق المجاورة لها من المصطافين للتعرف على تراث المنطقة الجنوبية واقتناء الأواني الفخارية،سوق الخوبة ليس سوقاً عادياً حيث يجد الزائر العجائب من طيور وحيوانات نادرة، ويبدأ البيع بعد صلاة الفجر أي في الصباح الباكر إلى نهاية وقت الظهيرة.اما يوم الثلاثاء فيُعرف بانه يوم “سوق صبياء”وقد اشتهر هذا السوق ببيع الحلويات الشعبية الجيزانية بأنواعها وكذلك المقتنيات التراثية التي تصنع من سعف النخل والأواني الفخارية التي تستخدم في طهي الطعام، أما يوم الأربعاء فهو يوم “سوق الصميل “بأبو عريش والذي يتميز بالتفاعلية حين يعرض الزوار بضائعهم، كما تشارك المرأة في هذا السوق بفعالية كبيرة خصوصا انه يتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع وتنفرد ببيع المقتنيات النسائية الخاصة من عطور وبخور جيزاني وكذلك أدوات المرأة القديمة التي توضع للعناية بالشعر مثل الشوب والذي يستخدم للقضاء على القشرة وكذلك الأمراض الجلدية التي تأتي في الشعر وأيضا الحناء بأنواعها المختلفة، كما يشتهر السوق ببيع الأكلات الشعبية من خمير وخضير وهذه عبارة عن أقراص من الدقيق والقمح توضع في التنور ثم تباع من قبل السيدات بالسوق بالإضافة إلى الروائح العطرية من فل وكادي .
هذا ويتميز يوم الأحد في جازان بسوقه الفريد في أحد المسارحة والذي يشهد ازدحاما اسبوعا لجودة المنتجات، ويشتهر السوق ببيع الأواني الفخارية والصحاف التي يشرب فيها الماء وتكون مصنوعة في الغالب من أخشاب الشجر، وتحتضن جازان المزيد من الاسواق الشعبية كسوق العارضة وسوق بني مالك وسوق فيفا وسوق الدرب وسوق بيش .. كل هذه الأسواق تضفي على جازان رونقا خاصا بها.
[box type=”custom” color=”#ce0044″ bg=”#95cad8″]نقلاً عن صحيفة الرياض الخميس 21 صفر 1434 هـ – 3 يناير 2013م – العدد 16264[/box]