وصل عدد زوار معرض التراث بمهرجان جازان الشتوي الى اكثر من 300 الف زائر من مختلف المناطق خلال الاسابيع الماضية وحظي المعرض المصاحب للمهرجان بزيارة الاف الزوار الذين سجلوا اعجابهم بما شاهدوه من معروضات وخاصة الصناعات التقليدية التي قل مثيلها في كثير من المناطق وذلك لان جازان من المناطق الزراعية وتكثر فيها الاشجار والمواد الخام اللازمة للصناعة وتنوع بيئاتها من جبلية الى خبتية سهلية ثم ساحلية بحرية وبتنوع هذه البيئات تتنوع حياة الانسان المعيشية من الزراعة الى الرعي ثم الصيد البري والصيد البحري ولكل من اساليب الحياة المعيشية هذه ما يناسبها من الادوات والمعدات والتي شكلت حقا مختلف مفردات الصناعات التقليدية بالمنطقة.
ومما تجدر ملاحظته ان كثيرا من الصناعات اليدوية في منطقة جازان ليست وليدة العصور المتاخرة ولكنها قامت وتنوعت منذ زمن بعيد لتواكب حاجة الانسان بمختلف مراحله يضاف الى انها تطورت من شكلها البدائي الى ان اصبحت تاخذ ابعادا احدث في طريقة التصنيع وكمية الانتاج وجودته.
المغاش الحجرية
وخلال جولة «الرياض» في المعرض شاهدنا ان لكل محافظة من المحافظات صناعات خاصة بها فمثلا محافظة بيش تشتهر بصناعة الفخار وذلك لوجود واديين وهما وادي صبيا ووادي بيش وماينتج عن جريان هذه الاودية من طمي هي قوام الصناعات الفخارية والشيء نفسه في صبيا وماحولها من الاشتهار بالصناعات الفخارية بالاضافة الى الصناعات التي تقوم على الاخشاب وادوات الحرث والاقداح والقصاع والصحاف من الاودية الهامة ايضا وادي خلب وهو من الاودية المهمة وتمتاز مياهه وخصوبة ارضه وكثرة قراه منها المنجارة ورماده وغيرها من القرى من هذه الصناعات قامت على الاخشاب لتوفر الاثل واستغلالها كمواد خام لصناعة عدد من الادوات ومنها ادوات الحرث والمكايل والاقداح وعدد من الاواني المنزلية من اشهرها الصحاف واذا ماصعدنا الى المناطق الجبلية نجد هناك صناعات حجرية لتوفر الصخور ومنها صناعة المطاحن والرحى ونحت الصخور واستخداماتها في اغراض متعددة مثل الانارة مثل المسارج كذلك تنتشر في هذا النطاق صناعة الجلود لتوفر الثروة الحيوانية ومن الاحذية وادوات حفظ الامتعة كما يشتهر هذا النطاق بصناعة السيوف والجنابي وصناعة الحلي من الفضة على شكل عقود واسورة للنساء وحلية للخناجر وسيوف للرجال واثناء الجولة لفت انتباهي شاب خارج القرية التراثية يقوم بعرض الصناعات التقليدية الفخارية وتستخدم معظمها في المنزل وتعتمد في صناعتها على الطين بشكل مباشر ومنها الفناجين والجبان والجره وتصنع من الطين والجبان مفرد جبنه وكما هو الحال في الجرة الا انها ادق من الجرة في الشكل والصنعة نظرا لصغرها عن حجم الجرة وكثيرا ماتزجج الفناجين بمواد محلية مستخرجة من نوع من الصخر يضاف لها الكبريت مما يعطيها اللون المائل الى الاخضرار وتستخدم الجبان في شرب القهوة وهي كذلك تتنوع بين صغير وكبير ومتوسط بحسب عدد الاشخاص الذين تعد لهم القهوة كما تستخدم الفناجين لتقديم القهوة فيها على الطريقة الجازانية وهي ملء الفنجان الى نهايته ومن الاواني التي تنفرد بها منطقة جازان انية الطعام الحجرية وهي من الحجر الصابوني وتسمى حياسي مفردها حيسية وذلك بنحتها من الصخر على هيئة اغضرة مفردها غضاره وقدور وصحون وهذه الانية الصخرية في منطقة جازان تستخدم لحفظ الطعام ولتقديمه فيها واحيانا طبخه فيما يسمى محليا باسم المغش وهذه الصناعات الحجرية تتركز في المناطق الجبلية مثل فيفا وجبال الحشر وماجاورها وكثير من المناطق الجبلية التي تزدهر فيها هذه الصناعات وتنتشر بحكم توافر الخامات الصخرية في مناجمها الواسعة
الفناجين
من الصناعات المميزة الكراسي الخشبية او القعد والتي تنجر من الاخشاب المتوافرة في المنطقة وخاصة من اشجار السدر المعروف محليا باسم العروج وتتكون من اربعة اذرع (سوارع) اثنان منها طويلان والاخران قصيران وتثبت هذه السوارع بواسطة التعشيق في اربعة قوائم خشبية قوية متساوية في الارتفاع وتستخدم هذه القعايد في الجلوس والنوم وبعضها صغير وله دور يشبه دور الكرسي في الوقت الحاضر وبعضه له متاكي من جهة الظهر ويتسع لشخصين او ثلاثة
النجر او الملكد صنع من الخشب ويكون مجوفا من اعلاه وله اداة من الحجر المصقول الاملس لدق وجرش هرس مابداخل هذه الفتحة من البن والاطياب والبهارات ولذلك فهو يسمي في بعض الامكنة باسم المهراس وهو يشبه في وظيفته الهاون في الوقت الحاضر اوالمهباش من الصناعات ايضا المراوح او المسارف وتصنع من سعف النخيل او من ورق شجر الدوم المنتشر في المنطقة بكثرة وتقوم النساء بصنع المراوح ونسجها من الحصر ثم تلوينها بالوان زاهية وتستخدم المسارف في التهوية في فصل الصيف حيث كانت تنعدم وسائل التكييف حينذاك وهناك المنساف اوالمجول ومن الصناعات المصال اوالسجاد وتصنع من شجر الدوم وهي قطعة من الحصير يتراوح طولها من 140 الى 160 سم عرضها يصل الى 80 سم وهي صناعة نسوية يجيدها النساء وكذلك الزنابيل وتصنع من السعف والدوم وبالطريقة نفسها التي تصنع به المصلى الا انه تختلف فب الشكل وتكون مجوفة من الداخل وتنتهي اطرافها باذان او معالق لتسهيل حملها وتعليقها، من الادوات الحديدية ايضا الفاس والمسحاة والمنجل وكلها من الادوات الزراعية التي تساعد الفلاح على زراعة ارضه.