تتميز منطقة جازان وتزخر بالكثير من الأهازيج الشعبية المتنوعة وفي كافة مجالات الحياة والتي كان يرددها الناس في كل شؤون حياتهم ويستعينون بها على متاعب الحياة ومصاعبها الكثيرة حتى غدت لكل مناسبة الأهازيج الخاصة بها وترى المزارعين يهزجون في مزارعهم في مواسم الحصاد والصيادين يرددون أهازيجهم الجميلة والرائعة على الشواطئ الحالمة وحتى أصحاب المهن الحرة الذين ينتشرون في الأسواق الشعبية يروجون لبضائعهم الشعبية واشتهرت جزيرة فرسان الحالمة بالكثير من هذه الأهازيج الرائعة.

من هذا المنطلق يسر الخزامى أن تعرفك عزيزي القارئ على بعض هذه الأهازيج المنوعة والجميلة والتي تنبع من فطرة سليمة ونقية تحب الخير للجميع ومن هذه الأهزوجة التي يرددها المزارعون وهم متوجهون إلى مزارعهم في الصباح الباكر:

تقول الأهزوجة

محاشي – محاشي – من قطع يدي قطع الله حداده

يا دخن في الجبل – ساقى الله بلاده

وقولهم كذلك في صورة شعبية بديعة سفرجلة – سفرجلة ويعيش جابك من الجبل

قالت جابوني المحاملة.. حملوني على جمل

وفي أهزوجة أخرى يرددها المزارعون – ومنها هذا المقطع:

يُمة – هبي للي قاعد وراء بيتنا

يبغى شوية لبن أو قرص من عيشنا

يمة سقط مسغصي – بين الحشيش دوري

وإذا لقيه الحبيب – اربع ميه بشري

وفي البحر يهزج الجازانيون من البحارة والصيادين أهازيج جميلة ورائعة تساعدهم على قضاء وقتهم وملء فراغهم القليل في ذلك الزمن الجميل مما يعطيهم الأمل في الفوز بصيد ثمين من السمك الذي تشتهر به جزر فرسان وجازان والشقيق وبيش مثل سمك الديراك والكنعد والشعور والبياض والهامور والناجل وغيرها من الأسماك اللذيذة التي تشتهر بها سواحل المنطقة وجزرها المتناثرة التي تزيد على 100 جزيرة أكبرها جزيرة فرسان.

وفي أهزوجة بحرية أخرى نختار لك عزيزي القارئ هذه الأهزوجة الجميلة:

قال المغني سمعت ضاح القمري

صحاني الصباح بدري

قلي أنا ما أنام لو كان تدري

ليتك ما تنام مثلي

شليت ليلي طوال حتى الفجر

بعد الفجر قل صبري

ومن أهازيج التجديف التي يتغنى بها البحارة ويستعينون بها بعد الله جل وعلا على المشاق والجهد العظيم الذي يبذلونه أثناء عملهم بين الأمواج العاتية والاسماك المفترسة مثل سمك القرش هذه الأهزوجة الجميلة التي ذكرها الشاعر والأديب الرائع إبراهيم مفتاح في كتابه «فرسان الناس والبحر والتاريخ».

ومن أهازيج الصيد قولهم:

صاحبك يبغى المهل

ويحب لا قد طال به الشرح

عندما شاف الهورى بأعلى قصيدة بايتعذر

وأنت ابن الشيخ لو ما رميت السهل خلُّه مبات

عندما لحق عليه في اللامد ليحّ بعه وحاس به

ويرد عليه بحار آخر

 

شاجع مشهور يالمطار

من يفيده لا رحمي ميدانه

لا احتمين ضيقه ومكربه

كم يا شجعان من سطواته

ومن الأهازيج الشعبية البحرية الفرسانية هذه الأهزوجة الرائعة

ضوء بكر نسى الحساب

من جو يهل شاني أكعاب

الجر يا شباب ذيك تلادين في التقايم

يا ساحق اللباب- هب قرنفل بين أطياب

كيف يرقد الشباب – لا قديه فكره هايم

والمضوي شمَرَّ – من بلادك يابن عَمرت

بالطيب والخُمرْ والحباق – له تعريبة

وجهه كما القمر – وان لمسته ليس يحمر

صنفه عليه غَمر – يا قماش الجربوية

وما تزال جزيرة فرسان الحالمة وعدد من المناطق الجبلية الجميلة في المنطقة تحرص على الاحتفال والاحتفاء بختان الأطفال واقامة الولائم والرقصات الشعبية الشهيرة التي تشتهر بها محافظات المنطقة مثل العرضة والزيفة والمعش والربش.

ومن أهازيج الختان نختار لك عزيزي القارئ هذه الأهزوجة الشعبية الرائعة والتي يرددها الشعراء الشعبيون والراقصون في رقصة الزّيفة الشهيرة والتي تقام من بعد صلاة العشاء وتستمر حتى ساعات الصباح الباكر ويتم إقامتها في الأماكن الواسعة والفسيحة مثل الساحات والاودية وعلى ضفاف الجزر والشواطئ الحالمة.

ومن أهازيج الختان التي تردد في لعبة الزيفة هذه الأهزوجة:

كنه راعي المساني مات عنايه

لا سفرجل يواعد به ولا ليما

بالله يا غارس المسنى حَبْ أوقات له

صاحبي هوه الذي أقدم على شأنه

ما عصر ماي ماليما ولاماي تين

ويرد عليهم الراقصون في الصف الثاني فيقولون:

المداوي دواية ما تعني به

ميت لا جابني محو ولالي ما

حقرة اللي من احبابه هَبَل قاتله

كيف ياهل الهوى مابه خطا شانه

ما يحبيكم ولا جاني ولا ما ينتين

وللنساء ألعابهن ورقصاتهن الخاصة بهن في مناسبات الختان نذكر منها.. قولهن

يا مديش ديشْ بالدلا

يا مديش يا سبع الخلا

وعند حلول أذان الفجر يستعد أهالي وأقارب (الدّرم) وهو الشاب الذي سيتم ختنه ويلبس الدرم أجمل الملابس ويتطيب بأجمل أنواع الطيب والعطور والحسن والظفر والمخضارة التي تتكون من الفل الأبيض والنرجس والوالة والبعيثران والقرنفل والحبق وكل أنواع الأطياب والكاذي والنباتات العطرية التي تشتهر بها المنطقة ويردد النساء عدد من الأهازيج الجميلة ومنها هذه الأهزوجة:

الا يالي لا لالا.. قيموا محمد من النوم

الا يالي لا لالا والثريا والنجوم فوق

الا يالي لالالا.. يا ولد لانته ولدنا

أبعد المنقود عنا

الا يالي لالالا.. يا جمال البن هيا

واطلعي قبل الثريا.. ياجمال البن سيري

سيري بالفرحة وطيري

الا يالي لالالا.. برهوا والله معاكم

الا يالي لالالا.. عين خالقنا تراكم

وبعد انتهاء عملية الختان يتجمع النساء في منزل والدة الختين ويقمن برقصة تسمى «الديشة» فيقلن:

ييمَّ السُّرور سرني ما سرك

يتم السرور قطعي مصرك

تم السرور يمة – لخالته أخت أمه

جينا نبارك لك – يا مهرة الوالي

جينا نبارك لك – بولدك الغالي.


………………………………….

أنور خواجي ومحمد مجيري