يعد “الفل” من النباتات العطرية الجميلة التي تداعب الوجدان وتذكي المشاعر، ومنطقة جازان تشتهر بفلها ذائع الصيت والذي يعتبر من أهم وأشهر النباتات العطرية الموجودة في المملكة.. “الرياض” قامت بجولة على مزارع الفل، وتعرفت على طريقة قطف وجني هذه النبتة العطرية الشهيرة بالمنطقة كما تعرفت على أسرار واهتمام المجتمع بها وارتفاع أسعارها وأنواعها وأشكالها.
وهناك بدون شك سر كبير واهتمام غير طبيعي بين المجتمع في منطقة جازان، وبين نبتة الفل التي غالباً تكون موجودة في كثير من منازل الأهالي على عكس الأشجار والنباتات العطرية الأخرى، “أم محمد” تؤكد على أنّ الفل من الأشجار المعروفة برائحتها الجميلة التي تغطي المكان، وخاصة عند هبوب الرياح والنسيم الذي يأخذ رائحة الفل معه إلى أي مكان يذهب إليه عكس الروائح الأخرى التي لايتعدى رائحتها المحيط التي يوجد فيه.
وأشارت إلى أنّ “الفل” قديماً كان يعتمد عليه الأهالي اعتماداً كبيراً في الزينة وإضفاء الروائح الجميلة نظراً لعدم وجود العطور وأدوات التجميل في تلك الأيام فكان “الفل” هو الموجود فقط، وهو الذي يقوم مقام تلك العطور سواء للرجال الذين كانوا يتزينون به في كثير من الأوقات وخاصة في المناسبات الاجتماعية أو الأعياد أوالنساء اللاتي كن يتجملن به في الأفراح وخاصة الزواج فنرى العروسه تكتسي بالفل في عادة اجتماعية متعارف عليها في ذلك الزمن الجميل.
وأشار “محمد منيف حكمي” الذي يملك مزرعة للفل في محافظة أحد المسارحة بمنطقة جازان تزيد عدد الشتلات فيها على 500 شتلة من الفل، مؤكداً على أنّ إنتاج الفل يكثر في موسم الحر والغبار عكس موسم الربيع الذي يقل فيه بدرجة كبيرة، ودخله ممتاز وخاصة موسم الإجازة الصيفية التي لا نستطيع تلبية طلب الزبائن، بسبب كثرة المناسبات الاجتماعية.
وقال “أحمد الدبعي” -أحد الباعة من الجنسية اليمنية-: ” إنّ السوق السعودية من الأسواق المهمة لنا؛ لبيع الفل فأنا أقوم يومياً ببيع الفل، حيث أجلبه من منطقة الزيدية في محافظة الحديدة، وأقوم ببيعه لعملاء لنا في أسواق جازان، فالطلب يكثر عليه في مواسم الأفراح، وبذلك ترتفع أسعاره”.
وقال “إبراهيم قيراط”: “تعد تجارة الفل تجارة رابحة؛ بسبب أهمية الفل بالنسبة لأهالي منطقة جازان، حيت يعتبر وسيلة مهمة جداً في مراسم الزواج الجازاني، مشيراً إلى أنّ تجارة الفل تجارة مربحة وجيدة، حيث أقوم بشراء الفل بالجملة ثم أقوم ببيعه على الزبائن فهو تجارة رابحة”.
ويوجد في منطقة جازان الفل الأبيض المعروف بالقريشي وهو الأكثر انتشاراً واستخداماً، حيث تحتاج زراعته إلى درجه حرارة عالية وعناية فائقة من قبل المزارعين الذين يقومون بزراعته، وله عدة طرق لاستخدامه فمنه ما يوضع على الرأس ويعرف بالعصابة، وذلك بعد وضعه مع مجموعة من النباتات العطرية كالكاذي والبعيثران ومنه أيضا ما يوضع على الصدر، وخاصة النساء في المناسبات والأفراح، حيث إن للفل الجازاني(القريشي)أشكالا متعددة ومختلفة فمنها المسابح وهو نوع صغير على شكل المسبحة وأيضا ما يسمى بالعقد وهو طويل وعريض، وعادة يلبس على الصدر بالإضافه إلى المسحلة، والقلوب والمصار وعصائب الرأس.
وهناك الفل العزاني ذو الحبة الطويلة فهو يزرع وينمو في المناطق الجبلية من المنطقة واستخداماته قليله لدى النساء، ويستخدم أكثر لدى الرجال وكذلك الشباب من سكان تلك المناطق، حيث يوضع على شكل عصابة توضع على الرأس وهي طريقة تعتبر شيئاً من التراث لدى سكان تلك المناطق لجبلية عرفوا بها وما زالوا محافظين عليها من باب التراث والزينة، وأيضاً هناك النرجس البرتقالي اللون والذي تكثر زراعته في المناطق الجبلية مثل فيفا وهروب والريث والدائر ويستخدم على شكل عصابة توضع على الرأس، والفل المصري والفل اليمني.
جازان،تقرير – علي المدخلي