على أطراف الساحل الجنوبي الغربي للسعودية، تقع “جزر فرسان” هادئة ساحرة بما وهبها الله من جمال طبيعي ومناظر خلابة تسلب الألباب، ولم يكن اسم فرسان غائباً أو مختفياً عن أذهان كثير من السعوديين، خصوصاً وهي تمتلك أراضي بكراً وسواحل جذابة بمياه البحر الأحمر، في حين أن كثيراً من دول الخليج العربي لم يعرفوا “فرسان” وأرخبيلها، الذي يحتوي على 150 جزيرة، أكبرها فرسان الأم.

وبحسب صحيفة الاقتصادية التي زارت فرسان والجزر التابعة لها مع فريق قافلة الإعلام الخليجي، على متن العبّارة “فرسان”، التي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بتوفيرها للأهالي هناك.

وحينما حطت رحلة العبارة فرسان على المرسى هناك كانت السواحل البكر واضحة المعالم، والحديث هناك يدور حول أن فرسان تمتلك موقعاً ومجموعة من الجزر شبيهة بالمالديف، غير أن الاستثمار هارب من هذه المواقع.

وتقع جزيرة فرسان في الطرف الجنوبي الشرقي للبحر الأحمر على بُعد 50 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من مدينة جازان و100 كيلومتر تقريباً عن الساحل الغربي للبحر الأحمر.

ويمتاز سطح جزيرة فرسان وما حولها من الجزر بقلة ارتفاعه عن مستوى سطح البحر، ويتكون السطح بصفة عامة من المرتفعات، وتحوي العديد من الحيوانات ومن أهمها الغزلان، إضافة إلى آلاف الطيور البحرية، مع وجود عدد من طيور البر وطيور الساحل.

ويبلغ عدد سكانها نحو 14 ألف نسمة يسكن معظمهم في قرية فرسان. تغيب استثمارات متعددة عن جزيرة فرسان، من أهمها الاستثمار الفندقي حيث لا يوجد في فرسان سوى منتجع وحيد أقيم على سواحلها.

وتشتهر فرسان بتجارتها مع الحبشة واليمن قديما، واستمرت في نشاطاتها التجارية حتى العصور الحديثة حتى وصل نشاطها إلى أوروبا، والهند ولاسيما تجارة اللؤلؤ.

وانعكس النشاط التجاري على سكان الجزيرة الذين شيدوا منشآت معمارية فارهة مثل بيت الرفاعي وبيت النجدي وجامعه.

ويشير الدكتور عبدالله بن محمد السويد وكيل إمارة جازان إلى أن التركيز في السنوات الماضية كان على البنى التحية في جازان وربطها بطرق نوعية، حيث تم اعتماد ربط جازان بمنطقة مكة المكرمة وجدة بطريق سريع وتم التفكير في إنشاء سكة حديد بجانب هذا الطريق ومعمول لها على أن يكون في المستقبل.

وقال إنه بدأنا بمجلس المنطقة بأن نسوق هذه المقومات الاقتصادية وبدأنا نركز في المناطق السياحية وهناك المسارات السياحية بدأنا التركيز عليها مع هيئة السياحة وشركائهم أمانة المنطقة والغرفة التجارية ووزارة الزراعة ووزارة النقل.

وبين السويد أن ما نحتاج إليه في منطقة جازان رجال الأعمال، ونحاول أن نستضيف الكثير منهم. وأبان أن هناك مستثمرين خليجيين قدموا لجازان ودرسوا الفرص الاستثمارية، ومن بينها فرسان ونحن ننتظر منهم أن ينطلقوا في استثماراتهم، مشيرا إلى أن استثمار المنتجع في فرسان هو استثمار كويتي – سعودي وهو ضعيف، ونتمنى أن تكون هناك اسثمارات بشكل أكبر.

ويعلل رستم الكبيسي المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة جازان بأن هناك إحجاما من المستثمرين في الاستثمار في جزيرة فرسان رغم توفير كافة التسهيلات للمستثمرين.

وقال الكبيسي “نعمل الآن على مزيد من الجذب للمستثمرين لإكمال مواقع الجذب السياحي على شواطئ فرسان، لافتا إلى أن جزيرة فرسان تم اعتماد مطار لها وتم تسليم الموقع لهيئة الطيران المدني وهذا سينقل جزيرة فرسان نقلة كبيرة من خلال الزوار وتوافد المستثمرين”.