للأهازيج الشعبية الجميلة وقع و جمال في النفوس لأنها تنطلق من بيئة الإنسان المحيطة به فالإنسان ابن بيئته كما يقولون لذا لا غرابة أن نجد أهل جازان يجري الفن في دمائهم منذ القدم شيباً و شباناً, وتعتبر القعائد (الكراسي الشعبية) أكثر شعبية من الصناعات التراثية الجميلة لتي اندثرت و لم يبقى منها إلا القليل جداً حيث ازدهرت تلك الصناعات الشعبية قديماً و كان  المنزل الشعبي أو ( العشة) و ملحقاتها لا تخلو من الكراسي الخشبية أو القعائد أو المغزل الصغير الذي يتربع في وسط العشة ليضفي ديكوراً جميلاً على البيت الشعبي و قد اشتهر في جازان و صبيا عدد من صنّاع الكراسي الخشبية منهم العلوي و ابن هادي و الشماخي و كلهم قد توفوا رحمهم الله جميعاً .

ويسر الخزامى أن تسلط الضوء على بعض الأهازيج الشعبية الجميلة التي كان يرددها القائمون على صناعة ” القعايد” الخشبية أثناء عملهم الذي يستغرق يومين إلى ثلاثة أيام حسب نوعية الكرسي أو ” القعادة” فهي تتنوع بتنوع استخداماتها منها الكرسي الكبير و الوسط و الصغير و الذي يسمّى “الغزالي” .

و من الأهازيج التي كان يرددها صانع الكراسي الخشبية ” القعائد” قوله :

يوم تحبيل القعادة
كانت أيام السعادة
و الجميع في سرور .

و يردد الأطفال الذين كانوا يستمتعون بصناعة القعائد وراءه :

يا قعاده قومي و اقعدي
يا قعاده فوق راس عبده مقعدي .

والمقعدي كان من المشهورين بصناعة القعايد الخشبية رحمه الله تعالى.

و هكذا كانت تمضي الأيام في تحبيل القعايد في سعادة و سرور لأنها تجلب معها كل جديد من أثاث المنزل الشعبي و فرشه المتواضع .
………………..
جازان أون لاين ( بقلم / أنور خواجي)