أكد أستاذ الأحياء وكيل كلية العلوم بجامعة جازان الدكتور زراق بن عيسى الفيفي ثراء البيئة الطبيعية لأودية جازان حيث تحتوي على العديد من الأشجار والنباتات الطبية المختلفة، والمتعددة الفوائد في أودية المنطقة، وبالأخص وادي شهدان الواقع في مركز هروب التابع لمحافظة صبيا بمنطقة جازان، والذي يبعد حوالي 45  كيلو من صبيا. كونه يعد أحد هذه الأودية الزاخرة بالجمال في المنطقة.
وبين الدكتور الفيفي حاجة المنطقة ومثل هذه الأماكن إلى إجراء العديد من البحوث والدراسات العلمية عليها، وذلك لوجود مثل هذه الأشجار التي تعد بحاجة إلى فريق علمي متخصص لإجراء البحوث العلمية، وكون المنطقة من المناطق البكر، والتي تعد مقصدا سياحياً وعلمياً في غاية الأهمية.
وكانت “الوطن” قد رافقت كلاً من الدكتور زراق الفيفي والدكتور محمد العولقي أستاذي الأحياء من كلية العلوم بجامعة جازان في رحلة غير رسمية للاطلاع على هذه النباتات، واكتشاف نوعية النباتات والتمتع بالأجواء والمناظر الخلابة على ضفاف الوادي.
وعن النباتات العطرية الموجودة في هذا الوادي، والتي يمكن الاستفادة منها قال الدكتور الفيفي إن هذه الأشجار من النباتات العطرية، ويمكن الاستفادة من زيوتها الطيارة، والتي يفوح الوادي برائحتها في علاج الكثير من الأمراض الصدرية مثل ضيق التنفس والربو.
وأضاف أن العديد من الطيور المهاجرة التي شوهدت أثناء الجولة وهي طيور غريبة موطنها أستراليا لم يشاهدها إلا في تحقيقات تلفزيونية، وهي من الطيور المهاجرة، مضيفا أن “شجرة العدن” موجودة في الوادي بكثرة، وهي من الأشجار الطبية وتستخدم في علاج كثير من الأمراض الجلدية، وكذلك العديد من النباتات العطرية ذات الرائحة الزكية.
من جانبه قال أستاذ علم البيئة المساعد بكلية العلوم في جامعة جازان الدكتور محمد العولقي إن المنطقة تتميز بظروف بيئية مناسبة. مما جعلها تزخر بالتنوع الحيوي للنباتات النادرة، حيث قال العولقي إن شجرة “العدن” الطبية تتواجد فقط في جزيرة سوقطرة في البحر العربي، وتعد من النباتات الطبية المعروفة منذ القدم في علاج الكثير من الأمراض الجلدية وخاصة الأكزيما، وذلك باستخدام أجزاء من الشجرة بعد غليها في الماء، ووضعها على المناطق المصابة، وكذلك العصارة اللبنية الموجودة في الساق. دون أي إضافات، حيث توفر معالجة سطحية للمنطقة المصابة.
وبين العولقي أن مثل هذه الأشجار تحتاج إلى المزيد من الدراسات والأبحاث العلمية التي تتبناها الجهات العلمية في المنطقة. كونها سوف تسهم بشكل مباشر في تطوير وخلق بيئة للباحثين.
وأضاف العولقي أن الوصول إلى مثل هذه المناطق في غاية السهولة. حيث إن كافة الطرق المؤدية إليها معبدة، لذا فهي تعد من الأماكن التي يزورها الكثير من أبناء المنطقة ومن خارجها. بقصد التنزه وقضاء أوقات فراغهم في أيام الربيع. حيث يكون الجو معتدلاًً.
يذكر أن وادي شهدان يعد من الأودية التي يقصدها العديد من الزوار للتنزه في أيام الربيع. كونه وادياً يمتاز بوجود الشلالات وجريان دائم للمياه في الوادي، ويتواجد المتنزهون بشكل دائم، والذي يستفيد منه السكان القريبون في سقيا بهائمهم.
محسن الريثي وعبدالله صليلي ومحسن عيسى من المتنزهين في الوادي قالوا إنهم من منطقة قريبة من الوادي، وهم يأتون باستمرار للتمتع بالأجواء الجميلة في هذه المنطقة. حيث جريان المياه والخضرة والظلال والهواء العذب ما يجعلهم يأتون باستمرار.
وعن نوعية الأشجار أو فوائدها الموجودة في هذا الوادي قالوا إنهم لا يعرفون نوعياتها، ولكنهم يجدون العديد من الأشجار ذات الرائحة الزكية، ويقطفونها، ويضعونها داخل ملابسهم، وعلى رؤوسهم لإعطائها رائحة زكية.
……………
بقلم/ خالد جعوني