
عُرفت منطقة جازان الحالية في العهد الجاهلي ثم الإسلامي حتى العصر الحديث بثلاثة أسماء تاريخية : اثنان منها احتصَّا بجزأي المنطقة الجنوبي والشمالي هما : عُرفت منطقة جازان الحالية في العهد الجاهلي ثم الإسلامي حتى العصر الحديث بثلاثة أسماء تاريخية : اثنان منها احتصَّا بجزأي المنطقة الجنوبي والشمالي هما :
مخْلاف حَكَم
وَمخْلاف عَثَّر
ويتزامن الاسمان النفوذ السياسي في كل منهما حتى إنتهيا في النصف الأخير من القرن الرابع الهجري بتوحيدهما في إطار سياسي واحد عًرف بـ ” المخلاف السليماني ” . استمر ” المخلاف السليماني ” اسم شهرة للمنطقة منذ نشأته في ذلك التاريخ حتى منتصف القرن الرابع عشر حيث اشرق الحكم السعودي ( في دوره الثالث ) على ربوع الجزيرة العربية ، ومنها المخلاف السليماني ، وبإشراقته أشرق اسم جديد لعموم منطقة المخلاف هو الاسم الحالي للمنطقة ” جازان ” وما زال يزداد ذيوعاً وتألقاً مستمداُ قوة ذيوعة وتألقه من الحكم السعودي نفسه حتى توارى الاسم القديم رغم عراقته وقدم تاريخه .
وسنتناول فيما يلي إيضاحاً لأصل وتاريخ كل اسم من الأسماء الأربعة وحدود ومسمى كل منها :
مخلاف حكم
مخلاف عثر
المخلاف السليماني
منطقة جازان
ربما يلاحظ الدارس لتاريخ منطقة جازان أن الأسماء الثلاثة الأولى تشترك في إضافتها للفظ ” المخلاف ” .
فمـا هو المخلاف ؟
جاء في القـاموس : ” المِخْلاف الكَوْرة ”
و ” الكورة كل صُقع يشتمل على عدة قرى لها قصبة أو مدينة أو نهر ” يجمع بإسمه تلك القرى .
وعن إشتقاقه يقول ياقوت ( ت626هـ ) : لم أسمع في اشتقاقه شيئاً ، لكنه يؤكد أن التسمية ناتجة عن تخلف القبائل في بعض النواحي واستقرارهم بها . فإذا استقرت القبيلة في ناحية ما سموها مخلافاً لتخلفها في تلك الناحية ، وسموا المخلاف بإسم أب تلك القبيلة .
جاء في حديث معاذ : ” من تحول من خلاف إلى مخلاف فعُشره وصدقته إلى مخلاف عشيرته الأول ، وإذا حال عليه الحول ” .
وعليه فالمخلاف كلمة تطلق على المنطقة المتعددة القرى يجمع بينها في الغالب مدينة تكون مرجعاً ويكون اسمها جامعاً لتلك القرى .
” كمخلاف مكة ” ” ومخلاف المدينة ” ومخلاف عثَّر ” .
كما يكون معناه أيضاً : المنطقة أو الناحية التي تخلفت بها قبيلة ما ، ولتخلفها واستقرارها بها ، عرفت تلك المنطقة أو الناحية بالمخلاف وسمي المخلاف أب تلك القبيلة :
: كمخلاف حَكَم ” ” ومخلاف هَمَدان ”
والمخلاف تسمية مألوفة في جنوب الجزيرة العربية والحجاز واليمامة ، بل وفي البصرة والكوفة أيضاً .
مخلاف حَكَم
هو نسبه إلى قبيلة حكم بن سعد العشيرة من مَذْحِج
قاعدته مدينة الخصُوف على عدوة وادي خُلب ” والشَّرجة ساحله ( مرساه ) .
وملوكه من حكم آل عبد الجدَ ” في الجاهلية ثم الإسلام
حدوده : يمتد هذا المخلاف من وادي صبياء شمالاً إلى أودية عبس جنوباً . قال الهمداني ( ت بعد 344هـ ) وهو يعدد أودية تهامة . ” يتلوه ( أي وادي مور ) وادايا بني عبس من حكم ، ووادي حيران وخذلان ”
وهذه الأودية جنوب حرض ، ضمن أراضي الجمهورية اليمنية حالياً .
وبذلك فإن الحدود القديمة لمخلاف حكم تجاوزت حرض أو ( الشرجة ) لتشمل عبس .
مخلاف عثر
” وهو مخلاف عظيم وتغر جميل وسـاحل جليل ” وأحد أسـواق العرب .
مـلوكه : من بني مخزوم .
حدوده : يمتد من وادي صبيا جنوباً إلى وادي حمضة شمالاً غير أن الأقدمين لم تكن إشارتهم إلى وادي حمضة على أنه نهاية مخلاف عثر بل إلى أن الوادي من عثر والحدود الإدارية لمنطقة جازان من الناحية الشمالية تمتد إلى ما وراء حمضة والقحمة لتصل إلى وادي ذهبان ( شمال القحمة ) ، لأن قبيلة المنجحة التي تتبع للقحمة تمتد منازلهم إلى الضفة الجنوبية لوادي ذهبان ، لتبدأ من ضفته الشمالية قبيلة بني هلال التابعة للبرك ، من منطقة مكة المكرمة .
هذه حدود المخلافين : حكم وعثر . قبل وحدتهما التي تمت في منتصف القرن الرابع الهجري ، ويأتي الحديث عن ذلك .
وسنجد فيما بعد أن حدود المخلافين تجـاوزت بعد هذا التاريخ هذه الحدود لتشمل أصقاعاً واسعة شمالاً وجنوباً .
المخلاف السُلَيْماني
وهذه التسمية الأكثر شهرة من التسميتين السابقتين ( حكم وعثر ) ليس في تاريخ المنطقة فحسب ، بل في كافة كتب التاريخ المعنية بجنوب الجزيرة العربية .
ومبدأ تلك الشهرة يرجع إلى النصف الأخير من القرن الرابع الهجري ، إذ تمكن السلطان الشهير سليمان بن طرف سنة 373هـ ولأول مرة في تاريخ المنطقة من توحيد المخلافين ( حكم ـ وعثر ) في مخلاف واحد كبير ، يمتد من الأطراف الجنوبية لمخلاف حكم ( جنوب أودية ” عبس بن ثواب الحكمي ) جنوباً ، إلى آخر حدود مخلاف عثر على ضفاف وادي ذهبان عند بلدة البرك شمالاً .
لكنه مالبث أن مد نفوذه إلى الشمال حتى تخوم وادي حلي بن يعقوب شمالاً . ونُسب المخلاف الموحد فيما بعد إلى مؤسسة المذكور فعرف بالمخلاف السليماني ورغم قصر مدة حكم هذا السلطان ـ لا تزيد كثيراً عن عشرين سنة ـ ورغم تواري أسرته عن مسرح الأحداث السياسية بعد وفاته فإن الاسم : ” المخلاف السليماني ” استمر اسم شهرته للمنطقة حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري ، فتلك عشرة قرون كاملة .
بعدها أخذ يلوح في أفق المنطقة تسمية أخرى ، ما تزال تتردد على مسامع العامة والخاصة حتى أصبحت التسمية الأقرب في الخطاب والكتاب في الوقت الذي أخذت فيه التسمية التاريخية تتلاشى شيئاً فشيئاً حتى باتت التسمية ” المخلاف السليماني ” غير معروفة الدلالة إلا لذوي الإهتمام والمطالعات التاريخية ” .
فما هي التسمية الجديدة التي تلاشت أمامها تسمية ” بعد عشر قرون متوالية وما الأصل فيها ؟ .
جَـازَان
تردد اسم جازان بهذا اللفظ ، على الأقل منذ بداية التاريخ الإسلامي على صفحات كثير من المصادر التاريخية والأدبية ، كما تردد على صفحات كتب الحديث والتراجم إلا أن نجم شهرته تأثر تألقاً وأقولاً تبعاً لقوة تأثيره في الحديث السياسي .
وربما ساهمت المراكز السياسية بمسمياتها المنوة عنها آنفاً في بُعد هذا الإسم عن مسرح الإعلام السياسي ، لشغل تلك المسميات مساحة كبيرة منه ومع ذلك تمكن اسم جازان بين وقت وآخر من تحقيق الحضور الإعلامي المناسب أبتداء بجازان الوادي ، ومروراً بجازان الداخلية ، ثم جازان البندر ( الساحلية ) وإنتهاء بجازان المقاطعة ثم جازان المنطقة الإدارية .
وفيما يلي رصد مرحلي لإسم جازان منذ بداية ظهوره ودلالاته المختلفة عبر العصور التاريخية المتعاقبة حتى العصر الحاضر : ـ
القرن الهجري الأول :
وفيه تردنا أقدم إشارة صريحة تحمل اسم جازان بهذا اللفظ ، حيث أقطع الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك ( ت 99هـ ) الشاعر أبا دهبل الجمحي ( 126) أرضاً بمنطقة الدارسة جازان .
تشير المصـادر إلـى أن عـلاقة الشـاعر بالمنطقة ربمـا بدأت منذ حكومة عبد الله بن الزبير التي قامت بين 63ـ 73هـ
حيث ولَّى الأخيرُ الشاعر عملاً في جنوب الجزيرة العربية ، وربما يكون هذا العمل منطقة الدراسة جازان ـ وأن سليمان أعدها له .
ويرجح د . الزيلعي أن الشاعر مكث زمناً ليس بالقصير في منطقة جازان بدليل ورود كثير من أمكنتها في شعره بما فيها ” جـازان ” .
حيث يقول :
سقى الله جازانا ومن حل وليه وكل مسيل من سهام وسردد
القرن الثاني :
وفيه عاش الإمام يحي بن آدم القرشي ، وألف كتابه المعروف : الخراج وأورد فيه حديث ضَمَدٍ وجَازَان .
حيث أورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً هذا نصه .
إن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني أحب الجهاد والهجرة وأنا في مال لا يصلحه غيري . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” لن يألِتَك الله من عملك شيئاً ولو كنت بضمد وجازان ”
وهذا الحديث إن صح يعتبر أقدم نص يرد فيه جازان بهذا اللفظ ، تليه أرجوزة الجمحي فيما أعلم .
سند الحديث :
أخرج الإمام يحي بن آدم الحديث بالسند التالي :
أخبرنـا إسمـاعيل . قال : حدثنا الحسن . قال حدثنا يحي . قال حدثنا إبـراهيم عن أبي يحي عن خالد بن عبد الله بن حرملـة لمدلجي ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحـارث بن هشام عن عبد الله بن حرملة المدلجي أن رجلاً قال :
يـا رسول إني أحب الجهـاد والهجرة وأنا في مـال لا يصلحه غيري ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لن يألتك الله من عملك شيئاً ولو كنت بِضَمد وجَازَان ” .
كما أخرجه أيضاً ابن مندة .
وأشار صاحب الإصابة إلى قول ابن عبد البرَ بأن هذه القصة لإبي عبد الله حرملة المدلجي .
من هو السـائل ؟ :
على شرط ابن عبد البر فإن السائل هو أبو عبد الله حرملة المدلجي ، كأنه ينزل ينبع المدينة المعروفة ، سمع النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه وسافر معه أسفاراً فله بهذا شرف صحبه الرسول صلى الله عليه وسلم .
ولده : عبد الله بن حرملة وبه يكنى ، وهو راوي الحديث كما في سند ابن آدم ويقال أن له صحبة أيضاً وليس بمشهور في الصحابة . وحفيده خالد بن عبد الله بن حرملة المدلجي . والراجح أن ليس له صحبة لأن البخاري وأبا حاتم الرازي وإبن حبان وآخرين ذكروه في التابعين .
معنى الحديث :
سأل أبو عبد الله حرملة المدجلي رسول الله صلى الله عيه وسلم بمن حبه للجهاد والهجرة لكنه في مال لا يصلحه غيره ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يألتك الله من عملك شيئاً ـ أي لن ينقصك الله من ثواب الأعمال الصالحة شيئاً حتى لو بلغ البعد عن دار الهجرة وميادين الجهاد بعد ضمد وجازان ـ ذلك لبعد الموضعين عن المدينة النبوية .
ويأتي ذكر ضمد وجازان هنا متوافقاً مع سياق الحديث من جوانب ثلاثة : ـ
الأول : الجانب اللغـوي .
حيث تضمن الحديث المبالغة في البعد ، لبعد الموضعين عن المدينة مقارنة ببعد ينبع عنها . وعرب الحجاز ونجد يضربـون بنواحي تهامة المثل في البعد وقد اشار إلى ذلك مثلا المقداد بن عمرو أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء التأهب لغزوة بدر الكبرى : ” فو الذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك ” .
وقول أبي الدرداء ” لو أعيتني أية من كتاب الله فلم أجد أحداً بفتحها عليَّ إلا ببرك الغماد لرحلت إليه .
ففي القولين تظهر مبالغة جلية في بعد البرك عن المدينة النبوية فكيف بضمد وجازان الأكثر بعداً من البرك فالقول ” لو كنت بضمد وجازان ” أبلغ في وصف البعد وأقوى في المعنى .
الثاني : الجانب الجغرافي
تقع ينبع موطن بني مدلج ، وضمد وجازان على ساحل بحر واحد هو الساحل الشرقي للبحر الأحمر .
فضرب المثل ببعد الموضعين لوجود المناسبة بينهما وبين ينبع وهي : وقوع المواضع الثلاثة على امتداد واحد مع الاحتفاظ بعامل البعد لضمد وجازان الذي يفوق بعد موطن السائل ( ينبع ) عن المدينة .
الثالث : الجانب التجـاري
اشتهرت قبيلة قريش ذات السيادة السياسية والمكانة الدينية والاجتماعية بالتجارة ، قال تعالى : (( لإيلف قريش ، إلفهم ، رحلة الشتاء والصيف )) . ورحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام . وكلا الطريقين على سـاحل البحر الأحمر ، جنوبـاً وشمـالاً والمواقع الثلاثة لا تخرج عن هذا الخط التجاري الشهير .
وينبع تقع على طريق رحلة الصيف إلى الشـام . وضمد وجـازان واديـان يخترقـان طريق رحلة الشتاء إلى اليمن .
ولأن عرب الحجاز ومن هم على طريق القوافل يتوفر لهم معرفة المواقع التي تقع على طريق تجارتهم ، ومن لم يعرفها لا يعدم السماع بها ومنها المواقع الثلاثة .
وأبو عبد الله حرملة المدلجي من سكان هذا الساحل يحكم موقع بلدته ولربما كان من المشتغلين بالتجارة وبخاصة أنه ذكر أنه في سؤاله أن سبب انشغاله عن الجهاد والهجرة إنما لأنه في مال لا يصلحه غيره ، فإذا كان الأمر كذلك فيكون ذكر ضمد وجازان في الحديث لتقديره صلى الله عليه وسلم لمعرفة سابقة بهما لدى الرجل … لأن سياق الحديث لا يحتمل التمثيل بمواقع يجهلها المخاطب … فهذا ليس في لغة العرب .
وعموم معنى الحديث :
يتضمن اعلام رسول الله صلى الله عليه وسلم السائل أن الله سبحانه وتعالى يثيب على الأعمال الصالحة للمؤمن ثواباً كاملاً غير منقوص قال تعالى (( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفسٍ ما عملت وهم لا يظلمون )) وقوله تعالى (( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره . ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره )) فنقص الثواب يكون بنقص الأعمال ، وليس ببعد مكان العمل عن دار الهجرة أو ميادين القتال . والجهاد والهجرة يرتبطان بمرتبة أعلى من الوفاء بالثواب ، بل وأعلى من مرتبة مضاعفة الأجر ، إلا وهي البشرى بالغاية من الثواب ألا وهي الجنة ، ولا تتأتى هذه المرتبة إلا لمن نال رضا الله سبحانه وتعالى أولئك هم المهاجرون والمجاهدون في سبيل الله من المؤمنين . قال تعالى (( الذين ءامنوا وهاجروا وجهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنتٍ لهم فيها نعيم مقيم خلدين فيها أبداً إن الله عنده أجر عظيم )) .
والفرق بين نقصان الشيء ، وتمامه ، والبشرى بغاية كماله ، وغاية المؤمن الجنة . كما يتضمن الحديث إشارة ضمنية إلى الجهاد بالمال مع الوعد بعدم نقصان الأجر .
وهذا باب عظيم من أبواب الجهاد .
وتتأكد الإشارة إلى هذا المعنى بقوله صلى الله عليه وسلم عندما عرض الصحابي حاله : بأنه في مال يصلحه غيره .
بقوله صلى الله عليه وسلم ” لن يألتك الله من عملك شيئاً ”
أي إعمل الأعمال الصالحة وسيثيبك الله عليها ثواباً تاماً غير منقوص . وبما أن الرجل ذو مال فإن أقرب الأعمال الصالحة إلى التحقيق تلك التي تتعلق بالتجارة والمال والإنفاق في سبيل الله سراً وعلانية وقد وعد الله عز وجل على ذلك بمضاعفة الأجر فضلاً عن تمامه قال تعالى (( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضعف لمن يشاء والله واسع عليم )) .
وقوله تعالى : (( ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتاً من أنفسهم كمثل حبة بربوة أصابها وابل فئاتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعلمون بصير )) .
وقوله تعالى : (( قل يا عبادي الذين امنوا يقيموا الصلوة وينفقوا مما رقنهم سراً وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيعه ولا خلل )) .
ومن الآيتين الأوليتين :
تأتي مرتبة أخرى هي الوسطى بين مرتبة الوفاء بالثواب ومرتبة البشرى بغايته ، هي مضاعفة الأجر .
عليه فإن المؤمن إذا لم يصب الجهاد أو الهجرة وأجرهما العظيم فلن يحرم الأجر على الأعمال الصالحة الأخرى .
ولن ينقصه الله ثواب تلك الأعمال ، بل ربما من الله عليه بمضاعفة الثواب كما في الآيتين المذكورتين . والله أعلم .
درجة الحديث :
تشير كتب الحديث وكتب جرح وتعديل الرجال إلى ضعف الحديث لأسباب أهمها أنه عن طريق إبراهيم بن أبي يحي … وهو : أبو أسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي يحي سمعان الأسلمي المدني المتوفى بالمدينة سنة أربع وثمانين ومائة هجرية .
سبب ضعفه :
سئل مالك عن إبراهيم .. أكان ثقة في الحديث ، فقال لا . ولا في دينه . عن أحمد بن حنبل قال : تركوا حديثه … قدري معتزلي .. يروي أحاديث ليس لها أصل .
وقال أيضاً : قال يحي بن سعيد القطان : لم يترك إبراهيم بن أبي يحي للقدر وإنما ترك للكذب .
قال عنه البخاري : تركه ابن المبارك والناس .
وروي عن يحي بن معين أنه قال : إبراهيم بن أبي يحي كذاب . وكان رافضياً قدرياً .
لهذه الأقوال ضعفه رجال الحديث .
والجرح مقدم على التعديل ، ولكن لا يمنع هذا من ذكر من عدلوه :
عن الربيع قال : كان يقول عنه الشافعي لأن يخر من السماء .. أو قال من بعد أحب إليه من أن يكذب . وكان ثقة في الحديث .
وقال أيضاً : كان الشافعي إذا قال : حديثاً من لا أنهم : يريد به إبراهيم بن أبي يحي .
قال ابن عقدة : نظرت في حديث إبراهيم بن أبي يحي وليس هو بمنكر الحديث .
وقال ابن عدي : هو كما قال ابن عقدة نظرت إلى الكثير من حديثه فلم أجد له حديثاً منكراً إلا عن شيوخ يحتملون ، .. وقد حدث عنه الثوري وإبن جريج والكبار .
وله رواية عن الكبار : الزهري وابن المنكذر وصالح مولى التوأمة .
وقد ساق ابن عدي لإبراهيم ترجمة طويلة إلى أن قال وله كتاب الموطأ اضعاف موطأ مالك ، وله نسخ كثيرة . وقد وثقه الشافعي والأصبهاني .
قوله عن نفسه :
قال الدار قطني بإسناده عن إبراهيم بن أبي يحي : يقول حدثت ابن جريج هذا الحديث ” من مات مرابطا …” فروى عني : من مات مريضاً .. وما هكذا حدثته .
وقد أشار أحمد بن حنبل إلى ذلك فقال : إنما هو من مات مرابطاً .
وقال الدار قطني أيضاً بسنده : سمعت إبراهيم بن أبي يحي يقول :
حكم الله بيني وبين مالك ، وهو سماني قدرياً .
وبصرف النظر عن صحة حديث جازان أو ضعفه فلسنا هنا بصدد ترجيح هذا الجانب أو ذاك إذ أن ما يهمنا هو البعد التاريخي للاسم جازان ، حيث تشير الدراسة إلى أن الحديث رغم رأي المحدثين فيه ، فإنه محل إهتمام أوائل علماء الحديث وأكثرهم شهرة كالإمام يحي بن آدم ، وابن مندة وابن حجر . وكذلك رجاله ما زالوا موضع اهتمام مؤلفي كتب الجرح والتعديل والتراجم : كصاحب المجروحين ، وصاحب الميزان .
القرن الثالث :
حفظ لنا أحد الحفاظ الكبار المتحرين من أهل هذا القرن حديثاً آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء فيه لفظ جازان فقد ذكر ابن سعد ( ت 230هـ ) في طبقاته الكبرى عن أستاذة محمد بن عمر ( ت 207 ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لثلاثة نفر من بني عبس : ( اتقوا الله حيث كنتم فلن يلتكم من أعمالكم شيئاً ولو كنتم بضمد وجازان .. ) وكان ابن سعد على علاقة .. بالإمام أحمد بن حنبل ( ت241هـ ) ، إذ كان يوجه رحمه الله في كل جمعة برجل إلى ابن سعد يأخذ منه جزأين من حديث الواقدي فينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى ثم يرددهما ويأخذ غيرهما مع اختلاف الإمام أحمد رحمه الله مع ابن سعد فيما ذهب إليه الخليفة المأمون عبد الله بن هارون ( ت 218هـ ) .. إذا صحت رواية هذا الاختلاف .
ولأن هذه الإشارات في أبيات الجمحي ، وخراج ابن آدم ، وطبقات ابن سعد أوردت جازان مجرداً دون ذكر لنوعية الاسم جازان .. فإننا نرجح أن المقصود به فيها هو الوادي ، ذلك لأن الظواهر الطبيعة ، والمظاهر التضاريسية أقدم بطبيعة الحال من الإنسان على هذه البسيطة ، بل أن تلك المظاهر تقوم سبباً مباشراً في نشأة التجمعات السكانية البدائية والمتدنة .. وتوزيعها على أصقاع اليابسة إلى جانب أن المصادر في القرن الثالث وما قبله لم تشر تحديداً إلى ما يدل عليه الاسم من مظاهر التمدن كالهجرة أو المدنية أو المرسى (للسفن) وربما ذلك لعدم نشأة تلك المظاهر على الوادي المذكور في تلك الفترة أو أنها وجدت ولكن لم يسمع بها من وصلتنا إشاراتهم من أهل تلك الفترة .
القرن الرابع :
لم يدم تفرد الوادي باسم ( جازان ) طويلاً ، إذ طالعتنا مصادر القرن الرابع باسم جازان ضمن المدن التهامية ، كما طالعتنا بجازان كأحد روس البحر الأحمر مما يلي جزيرة العرب ، إلى جانب شهرته كأحد الأودية الكبيرة في الجزيرة العربية .
فها هو الهمـداني يصف جازان ضمن أودية الجزيرة العربية فيقول في صفته .. ( .. وأولها مما يصالي حرض وادي تعشر ثم وادي الحيد ثم وادي الملحة ثم وادي لية ثم خلب ثمن بعد خلب وادي جازان وووادي ضمد ومآتيهما من غيلان جبل بني رازح ابن خولان .. ) .
ويقول واصفاً رؤوس البحر الأحمر مما يلي جزيرة العرب ملحماً بمصب الوادي على البحر : ( رؤوس هذا البحر المتعالمة بالخطر والصعوبة .. باب المندب ومنفهق جابر ، وباحة جازان ورأس عثر .. ) . وفي جغرافية التضاريس الرأس هو الجزء من اليابس داخل في الماء ( البحر ) ، وأما وصفة لرأس جازان بالباحة فذلك وصف دقيق . لأن الباحة في اللغة : من أباح ، باح فلان بالسر /: أي أظهره ـوأباحه : أظهره ، وحلة ، وأطلقه وباحه الماء معظمة .
وتمييز الهمداني لرأس جازان بالباحة دون غيره من الرؤوس التي ذكرها ربما لا باحة الوادي بمياهه : أي أطلقها إلى البحر عن هذا الرأس بعد أن كانت حبيسة بين عدوتيه .
وربما قصد بالباحة عظم ماء البحر وعمقه مما يلي هذا الرأس وما ينتج عنه من أمواج متلاطمة وخطر كامن جعله أحد الرؤوس المتعالمة بالخطر والصعوبة ، وربما قصد المعنيين في آن واحد .
وفي إشارة لم يسبقه أحد إليها ذكر أن جازان أيضاً من مدن تهامة إذ يقول : ( .. ثم الساعد من أرض حكم بن سعد قرية لحكم والسقيفتان قرية لحكم على وادي خُلب ـ ويكون بها وبالساعد اشراف حكم بنو عبد الجد ثم الهجر قرية ضمد وجازان وفي بلد حكم قرى كثيرة … )
ربما اعتبر هذا النص أقدم إشارة عن العمران في وادي جازان ويفهم منه ومن تعليق محقق كتاب صفة جزيرة العرب : ( أنها جازان القديمة ، والتي تقوم على الطرف الشمالي الغربي لحرة طويلة تسمى محلياً بـ ( المراح ) تشرف بطرفها الشمالي العدوة الجنوبية لوادي جازان وبه عرفت وتبعد عن البحر إلى الشرق منه بـ 45كيلاً تقريباً .
اشتهرت فيما بعد القرن الرابع بقلعتها الحصينة الثريا وسورها الذي انفردت به عما سواها من مدن الاقليم ، وعرفت بالدرب ، وبدرب النجا ولكن شهرتها : جازان ، وأطلالها ماثلة للعيان إلى اليوم .
والذي عليه المتاخرون إن المدينة كانت معروفة منذ القرن السابع فحسب لأنهم يرون أقدم إشارة عنها تلك التي وردت في شعر ابن هتيمل ( القرن السابع ) ثم تبعتها إشارات متأخرة إلى القرن العاشر كما في شعر الجراح بن شاجر الذروي ، وقنبر الضمدي ، يضاف إلى ذلك كونها عاصمة المخلاف السليماني أثناء حكم الأشراف الغوانم وأبناء عمومتهم آل قطب الدين ( 628ـ803هـ ) ، ( 803ـ943هـ ) .
وبمقابلة اتجاه الهمداني ومحقق كتابه محمد الأكوع بما عليه أولئك نجد أن الفارق حوالي ثلاثة قرون ، بيد أنه لا تعارض بين الاتجاهين إذا عرفنا أن اتجاههم مبيناً على أبيات أبن هتميل وهي تقرر فقط وجود المدينة في عصره ، مما يبقى تاريخ نشأتها غير محدود بعصر الشاعر ، وربما كان العقيلي أقرب المتأخرين إلى الاتجاه الأول ، حيث ألمح إلى امكانية وجود مدينة جازان قبل عصر ابن هتيمل . وتمعن فيها كتبه تعليقاً على ما ورد في العقد المفصل في هذا الجانب . إذ كتب : ” ومن كل ما تقدم يعرف أن مدينة جازان الأعلى وقلعتها التاريخية موجودة من قبل القرن السابع الهجري ” .
وإذا صح ما ذهب إليه صـاحب كتاب الصفة ومحققه فربما كـانت جـازان في عصر الهمداني وما قبله ضمن نفوذ حكام محليين يتبعون لبني حكم بن عبد الجد ، لأن جازان إجمـالاً من بلاد حكم كما تشير عبارته : ” … وجازان وفي حكم قرى كثير ” .
ولو كان الأمر غي هذا لأوضحه كعادته .
ومهما يكن فلازلنا نتطلع لإشارة أخرى تكشف لنا عمق القرون السابقة لعصر الهمداني تكون أكثر وضوحاً وتفصيلاً عن هذه المدينة وتاريخ تأسيسها وحكامها الأوائل .
ومنذ معرفة مدينة جازان وعلى إختلاف الآراء في تاريخ معرفتها ، لم يعد المقصود بلفظ جازان الوادي فحسب ، مثلهما كان الأمر قبل معرفتها ، إلا لدى مؤرخين لم يطلعوا عليها رغم تأخر عصرهم كالفيروزابادى ( ت 817هـ ) .
واستقر مفهوم جازان على هذا النحو في الدلالة على الوادي والمدينة القديمة والرأس في البحر حتى مطلع القرن العاشر حيث حملت لنا المصادر مسمى لم نعرف له من قبل سمياً ، دُوِّن في كتابات ذلك القرن وما بعده جنباً إلى جنب مع جازان الوادي وجازان المدينة ذلك هو بندر جازان .
هذا إلى جانب بقاء المسمى التاريخي ( المخلاف السليماني ) بدلالته التاريخية والسياسية على كامل منطقة جازان الحالية ومناطق أخرى اندرجت تحت دلالة المسمى شمالاً وجنوباً منذ وحدة المخلافين على النحو السابق بيانه .
القرن العاشر : بندر جازان
البندر لفظ فارسي معناه مرسى السفن ومنه بندر جدة ـ بندر الليث ـ بندر جازان ـ بندر الحديدة ـ بندر عدن .
ربما اعتبر هذا اللفظ ” بندر جازان ” أقدم إشارة صريحة عن المدينة الواقعة على مصب وادي جازان من الناحية الجنوبية في الرأس المذكور في صفة الهمداني .
ولقد تعدد ما حفظته لنا المصادر اللغوية من مفردات تدل على المواقع السكانية الساحلية المستقرة كالمرسى والساحل والثغر والفرضة والمرفأ ففي المرسى قال تعالى : (( وقال أركبوا فيها باسم الله مجرها ومراسها إن ربي لغفور رحيم )) .
ومنه قول ابن المجاور ( ق السابع هـ ) عن الشُعيبة ـ جنوب جدة ـ وهو ” هو مرسى قديم ولا شك قبل جدة ” .
وعن الساحل : قال الهمداني في وصف جدة : ” ومضى إلى جدة ساحل مكة ”
وعن الثغر قال في المعجم الوسيط : وهو المدينة على شاطئ البحر
والفرضة : من البحر : محط السفن
والمرفأ : ومنه قولهم رفأ السفينة أي أدناها من الشط
إلا أنني لم أجد في ما اطلعت عليه من مصادر ما قبل القرن العاشر ما يشير صراحة إلى جازان هذه ، لا باللفظ الأول ( المولد ) ولا بأي من المفردات العربية المذكورة .
أما إشارة العقيلي إلى وجود فرضة جازان قبل التاريخ المشار إليه ، فرغم إختلافه مع السباعي في القصة التي استشهد بها العقيلي ، نجدنا نميل لموافقته على إعتبار أن تأخر ذيوع الفرضة إلى القرن العاشر ربما يرجع لصغرها قبل القرن المذكور ، فلم تنل من اهتمام المؤرخين ما نالته جازان عاصمة المخلاف في ذلك القرن وما قبله .
ويدعم ميلنا هذا إغفال ابن المجاور ذكر هذه الفرضة رغم تفصيله الحديث عن فرسان المقابلة لمصب وادي جازان حتى عندما حدد موقع تلك الجزر بقوله :
” بين دهلك وحلي ” وكان الأجدر أن يقول بين دهلك وفرضة جازان ، او نحو ذلك ـ لقرب فرضة جازان من فرسان مقارنة بحلي .
إلا أن يكون لم يسمع بفرضة جازان أن لعدم ذيوعها مثلا ، أو أن ظهورها تأخر إلى ما بعد عصره .
وحتى النهر والي (917 ـ 990هـ ) أقدم من ذكر بندر جازان إنما هو في ذلك يعكس إهتمام الدولة العثمانية ( 699 ـ 1337هـ ) بالمدن الساحلية والشواطئ العربية وبخاصة شواطئ البحر الأحمر ، ذلك الاهتمام الذي ورثه العثمانيون عن أسلافهم المماليك ( 648 ـ 922هـ ) وصراعهم مع البرتغاليين في البحر الأحمر والمحيط الهندي .
وربما أن العثمانين هم الذي نقلوا لفظ ” البندر ” إلى البلاد العربية . ويتقوى استناجنا هذا بتزامن بداية تداول هذا اللفظ مع دخولهم إلى بلاد الشام ومصر والحجاز والمخلاف السليماني وجنوب الجزيرة العربية وكان دخولهم إلى المخلاف السليماني عام 946هـ .
وربما كان استعمالهم للفظ ( البندر ) لتميز جازان الساحلية عن جازان الداخلية عاصمة القطبين لاستمرار جازان الداخلية على مسرح الأحداث السياسية والعسكرية بعد دخولهم إلى المخلاف .
القرن الرابع عشر :
مقاطعة جازان ( 1349هـ )
منطقة جازان الإدارية :
رغم الاهتمام العثماني بالمدن الساحلية نجد أن ذلك الاهتمام يتفاوت من مدينة إلى أخرى .
وربما لذلك لم تحظ ” بندر جازان ، بما حظيت به المدن الساحلية الكبرى كبندر جدة مثلاُ .
حتى الدول المحلية التي قامت في المخلاف السليماني بعد دخول العثمانين إلى المنطقة انصرفت إلى المدن الداخلية تتخذ منها عواصم لها وتزيد في الاهتمام بها .
كدولة الشريف أحمد بن غالب ( 1102 ـ 1105هـ ) وعاصمته أبو عريش وجازان ( القديمة ) .
ودولة آل خيرات ( 1141ـ إلى ما بعد 1284هـ ) وعاصمتهم أبو عريش ودولة الأدارسة ( 1326 ـ 1349هـ ) وعاصمتهم صبياء مما جعل بندر جازان محدود الأهمية ، لا تتجاوز أهميته كمرسى لوادي جازان وأن بنى بعض أمراء تلك الدولة قلاعاً فيه .
وظل بندر جازان كذلك حتى دخلت المنطقة تحت الحماية السعودية بموجب معاهدة مكة عام 1345هـ بين الملك عبد العزيز آل سعود والإمام الحسن الادريسي .
ثم تم ضمها إلى مقاطعات ” مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها ” على أثر برقية رفعها الإمام الإدريسي للملك عبد العزيز آل سعود عام 1349هـ / 1930م وبذلك عادت جازان وما حولها جزءاً من البلاد السعودية . كما كانت في الدور الأول من الدولة السعودية .
وكـانت إطلالة العهد السعـودي على هذه المدينة بخـاصة بداءاً بمعاهدة مكة المكرمة تمثل لآمال غافية في مستقبل هذه المدينة السـاحلية . إذا أدرك آل سعود مكـانة المدينة وقدروا موقعها وأهميتها المرموقة فاتخذوها مركزاً لحاميتهم ومقراً لأول مندوب لهم الأمير صالح عبد الواحد ” وكان مقر ابن عبد الواحد بجـازان البحر .
وبعد ثورة الأدارسة وفرارهم إلى الجبال اليمنية في أواخر عام 1351هـ شهدت المنطقة انتعاشاً لم يسبق له مثيل وبخاصة في مجال التنظيم الإداري والعمراني فأصبحت العاصمة الإدارية لعموم المنطقة .
والمقر الدائم لأميرها ، كما أصبحت الثغر الوحيد الذي تطل منه منطقة جازان على خطوط الملاحة البحرية الإقليمية والعالمية بعد أن أغلقت بقية الثغور والمراسي التي كانت مفتوحة على طول شواطئ المنطقة
الخـلاصة :
” جـازان ” الاسم الذي عُرف منذ القرن الأول الهجري وما زال ذائع الصيت عبر القرون المتعاقبة حتى هذا العصر ابتداء ” بجازان الوادي ” ومن أسمه أخُذ اسم العاصمة القديمة ، جازان الداخلية . كما أخُذ من اسمه أيضاً اسم المرسي الذي أصبح فيما بعد العاصمة الإدارية للحكم السعودي في المنطقة على نحو ما سبق تفصيله ، ربما لذلك حل ” جازان ” اسماً عاماً لما يسمى حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري بـ ” المخلاف السليماني ” .ومنذ ذلك التاريخ غدت منطقة جازان لؤلؤة ثمينة ضمن أربع عشر لؤلؤة نضدها الملك عبد العزيز آل سعود في عقد عربي إسلامي أصيل وافق على تسميته : المملكة العربية السعودية .
……………………
بحث تاريخي كتبه الأستاذ / علي بن جابر محمد شامي
المشرف التربوي بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة جازان