صالح الشيحي
صالح الشيحي

لا أود أن يغضب مني أهل جازان؛ فأنا اليوم وغدا في ضيافتهم، لكنها على الرغم من عراقتها وتاريخها وأدبائها ومثقفيها لم تأخذ حيزها من الاهتمام ونصيبها من الإعلام إلا بعد كارثة الوادي المتصدع!  هذه أول مرة أزور جازان.. والغريب أنني في جازان تحديدا؛ بطولها وعرضها ، لا أعرف سوى شخصين هما علي مكي وحمود أبو طالب!
والغريب أكثر كلما صادفت أحدا خلال اليومين الماضين سألته: هل سبق أن زرت جازان؟ كان يرد علي باستغراب “جازان .. ليش أروح جازان.. وش فيها جازان أروح لها”!!
كنت كمن سيسافر إلى كوكب آخر.. هذه هي الحقيقة؛ ليس هناك سبب طيلة السنوات الماضية يدفع الناس لزيارة جازان..
لكن اليوم اختلف الوضع نسبياً.. حيث بدأت الأسرة السعودية خاصة في المناطق الجنوبية تلتفت نحو جازان.. يبلغ الأمر ذروته هذا الشتاء، وتحديداً مع انطلاقة مهرجان جازان الأول والذي ينطلق مساء غد تحت شعار ” جازان الفل مشتى الكل ” ويستمر حتى نهاية صفر القادم. أمس القريب وصلت لي شكوى من عدم توفر أي شاليه للإيجار في جازان.. كلها محجوزة..تخيّلوا!
الكثيرون يستعدون للنزوح هذين اليومين نحو جازان بشكل غير مسبوق.. قرأت عن المهرجان واستعرضت الفعاليات التي ستقام، وجدت أننا أمام مهرجان استثنائي إذا ما كتب له النجاح.. وهذا ما يؤكد كلامي في ذي القعدة الماضي، لو أن كل مدينة بحثت عن أبرز مواسمها.. وأقامت مهرجاناً يستمد هويته من ذلك؛ لأصبحت مهرجاناتنا على مدار السنة، ولأصبحت ذات رسالة ثقافية وتسويقية في آن واحد..
لم تكن جازان بحاجة لحمى الوادي المتصدع ولا زكامه، كانت فقط بحاجة لفكرة جميلة كهذه التي أتت بنا من كل أطراف المملكة.. فكرة جميلة يتصدى لها أناس متحمسون مخلصون توفر لهم الإمكانات.. فكرة واحدة كفيلة بأن تصل بـ ( جازان أو جيزان) ـ لا فرق ـ بثقافتها وطبيعتها للناس في كل مكان..
ــــــــــــــــــــــــ
بقلم / صالح محمد الشيحي .